تكاتف البندقية ،، موسم اندماج المقاومة السياسي





لما كان أول أمر فصائل المقاومة العراقية التشكل والتكوين بعد دخول الاحتلال ،، تأتي الخطوة التالية التي أصفها بتمايز الرايات الطبيعي وفقا للأيدلوجيات المحركة لكل فصيل وبينما كان المتابع يظن أن أمريكا نجحت في تشظية فصائل المقاومة في تداخلها المسلح مع أعضاء تنظيم القاعدة ،، إضافة إلى خروج عدد من الجماعات عن التنظيم الأول كما حصل مع أنصار السنة وكتائب ثورة العشرين وعددا من تنظيم جيش المجاهدين ،، فان سوق المقاومة يأخذ هذه الأيام رسما جديدا تؤطره وحدة الصف بين مجاميع بعينها لتتقدم في الوقت نفسه بمرحلة قطف الثمار الآتية قريبا .
عندما انبثقت حركة حماس العراق من رحم كتائب ثورة العشرين القديمة جاءت بمشروع سياسي و آخر عسكري وكأنها تريد حرق مراحل كثيرة على مستوى الاسم أولا "حماس" في إشارة إلى قرب المنتمين إليها من التيار الوسطي المعتدل العالمي في طبعته المقاومة وثانيا تمرير رسالة إلى أن نهج هذا الفصيل سيعمد الى تجميع القريبين عليه والذين عملوا في الساحة المقاومة منذ دخول المحتل لكن اسمهم لا يدل غالبا على توجههم الوسطي المعدل مثل حركة جامع . وفي خطوة متوقعة ولكن ليس بهذه السرعة أعلنت حماس العراق وجامع عن الاندماج الكامل بينهما وتوحيد الراية في تنظيم واحد جديد يدعو كل الفصائل الى التنسيق معه و الالتحاق به للتوحد . لا شك ان هذه الخطوة تشير الى ان طبعة جديدة تتشكل لمنهج التيار الوسطي المعتدل في العراق على مستواه المقاوم ،، والذي لم يكن ظاهرا بعد أن غلبت الصبغة السياسية عليه متمثلة في الحزب الإسلامي العراقي الذي يعد اليوم اكبر حزب في الساحة السنية او قل هو الحزب المنظم الوحيد في تلك الساحة بعد ان حملت هيئة علماء المسلمين في شكلها السياسي آخر حقائبها وخرجت من الساحة العراقية إلا من بيانات وتصريحات من خارج الوطن الجريح . و في ثنايا البحث عن التجربة الجديدة الخارجة الى الواجهة تكمن منظومة دعم عالمية للوحدة الجديدة يحمل ثقلها ثمانون دولة أو اكثر هي مداد التنظيم الوسطي المعتدل في العالم . وفي ثنايا اعاد هيكلة تشكل التيار الوسطي المعتدل في المجتمع العراقي السني وبداية وضع حجر الاساس المتكامل الذي ينظر للمقاومة والسياسة بأنهما جهد يقطف النصر سياسيا ويسكت أو ينتظر في قعقعة سلاحه وفقا للمرحلة فان هذا سيعني بروز القوى الاخرى التي هي اقرب للتيار السلفي في فصائل المقاومة ولا اقصد هنا تنظيم القاعدة . فتنظيم القاعدة اخطأ التقدير و العمل والإعلان عن دولته الحالمة حتى في نظر المقربين اليه ،، وليس شان بيان الجيش الاسلامي في نقده الاذع وغير المسبوق للقاعدة عن ذلك ببعيد ،، و يعضد القول اعتراف البغدادي امير دولة العراق السلامية بان الشيطان نزغ بينهم وببين الكتائب . واليوم الجيش الاسلامي وجيش المجاهدين وبعض من انصار السنة سيجدون ان الكرة باتت في ملعبهم و اتوقع ان يلحقوا بركب حماس العراق وجامع و يندرجوا في تشكيل رأس حربته الجيش الإسلامي وما ذاك إلا تمايزا طبيعيا للرايات على مستواها السلفي و الوسطي ان هذا التمايز ليس نقطة ضعف ،، انما هو مصدر قوة لمشاريع ستكون فاعلة في المستقبل على الارض تؤسس لنفسها قطف الثمار بعد رحيل الأمريكيين بالإضافة إلى مواجهة المخاطر القادمة من ايران والشيعة في حزم أكثر صلابة من ذي قبل و اعتقد ان هذا التمايز سينفع ينفع طرفا ويضر أطرافا ، سينفع فصائل المقاومة العراقية المتحدة بشقيها الوسطي و السلفي وسينفع والقوى السياسية السنية ،، وسيضر بالدرجة الأساس تنظيم القاعدة الذي لا يبايعه هولاء وهم في نظره عصاة يتحدون عليه ،،وسيضر كذلك والحكومة العراقية التي تدعم عشائر من الانبار كبديل لكل التيارات المسلحة و القوى السياسية السنية ،و وسيضر الأمريكيين الذين يسعون لتفكيك تلك الفصائل وتوجيه السلاح الى صدور بعضها البعض ،، و في النهاية سيضر إيران التي سيسعى المتحدون إلى رد الكرة الفاسدة إلى ملعب إيران كما تلعب إيران بكرتها في ملعبهم .

كتبها عامر الكبيسي في 04:18 مساءً ::

No comments: