جاءت إجابات أبو الفتوح لتنسف بعض ما تردد حول البرنامج من انتقادات، مصرحا أن برنامج حزب الإخوان يسمح بتولي المرأة والقبطي رئاسة الجمهورية، كما أكد أنه لا وجود لهيئة العلماء بالصورة التي تناولها النقاد، ولكنها – حسب قول أبو الفتوح - لجنة من العلماء لانتخاب شيخ الأزهر، وتكون مرجعية للأحكام الشرعية، وأرجع أبو الفتوح الانتقادات التي وجهت للبرنامج إلى أخطاء الصياغة التي أخلت بالمضمون.
وأقر الدكتور أبو الفتوح بأن البرنامج تم إعداده على عجل بسبب الإلحاح في السؤال عنه بعد إعلان المرشد عن قرب صدوره، كما أكد أن البرنامج لم يعرض على قواعد الجماعة، معللا ذلك بالتضييقات الأمنية.
ولم ينكر عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة تحتاج إلى الإصلاح الداخلي والتغيير، ليحل الشباب محل الشيوخ داخل مجلس الشورى ومكتب الإرشاد.
* في ظل النظام القائم، وترقب الشارع، وتباين مواقف القوى السياسية، وتوالي الضربات الأمنية لجماعة الإخوان، هل ترى أن الوقت مناسب لطرح برنامج حزبي للجماعة؟
- البرنامج ليس له علاقة بتلك الظروف، كما أن الإعلان عنه مرهون بالانتهاء منه، وليس بحالة النظام.
* ولكن هل نفهم من ذلك أن البرنامج تجاهل تقديم حلول لمشكلات الشارع المصري الراهنة؟
- لا، على العكس، البرنامج يحمل العديد من المقترحات والحلول، ولكن ليست مرهونة بالمشكلات الراهنة فقط، بل المشكلات بشكل عام، من فقر وأوضاع صحية ومشكلات اقتصادية، ومشكلات التعليم والمشاركة السياسية، وكذلك عودة مكانة وريادة مصر العالمية والإقليمية وغيرها، فالشارع بحاجة لرؤية لإعادة تكوينه، وهو ما يقدمه البرنامج.
* إذن ما الهدف من إعلان البرنامج في ذلك الوقت تحديدا؟
- أولاً أود أن أوضح أمرا هاما، وهو أن ما تقوم جماعة الإخوان اليوم
بإعداده هو مشروع أو برنامج إصلاحي، يصلح أن يكون برنامجا سياسيا حزبيا.
* ولكن هذا يتنافي مع تصريحات مرشد الجماعة، والذي أعلن قبل 7 أشهر عن عزم الجماعة إنشاء حزب سياسي!
- نحن نريد حزبا سياسيا ذا مرجعية إسلامية، ولكن الظروف الراهنة
لن تسمح بذلك، ولن نتقدم للجنة الأحزاب.
* إذن لماذا أعلنتم أنه مشروع حزب؟
- لأنه تصور مبدئي لبرنامج حزب يمكن الإعلان عنه في حال تغير الظروف المانعة لنا الآن من الإعلان عنه.
* ولكنكم قدمتم أطروحة إصلاحية في أواخر عام 2004.
- نعم، واليوم نستكملها.
* وهل يعني ذلك أنه في حالة تغير الظروف سيتغير برنامج الحزب؟
- لكل عصر ظروفه وبرامجه، ولا مانع من أن يتغير تصور البرنامج طبقا لاختلاف الظروف، ولكن لا يعني ذلك عدم التمسك بالمبادئ الأساسية لمشروعنا الحضاري الإسلامي، البرنامج يبن على ثوابت الجماعة التي لا تتغير، ولكن مشكلات المجتمع تتغير، وبالتالي آليات التعامل معها تتغير. * ولكن البرنامج تعرض لموجة كبيرة من الانتقادات، بم تفسر ذلك؟
- البرنامج ما زال في مرحلة التكوين والأخذ والرد، ولم نعلن أن هذا هو التصور النهائي للبرنامج حتى يتعرض لتلك الهجمة، ولكن ذكرنا أن تلك النسخة هي القراءة الأولى عندما عرضناها على قادة الرأي والمفكرين، إلى جانب أن البعض قرأه على عجل، وركز على نقاط ثلاث، ولم يلتفت لما يطرحه البرنامج من رؤى سياسية جديدة.
* ما هي تلك الرؤى السياسية الجديدة التي طرحها البرنامج؟
- البرنامج أكد على مدنية الدولة، وكذلك ضرورة تداول السلطة، وحرية تكوين الأحزاب والجمعيات والنقابات دون تدخل من السلطة التنفيذية، وكذلك التأكيد على قضية بناء الإنسان المصري، وقضايا أخرى في الصحة والتعليم والاقتصاد.
* وما الفرق بين تلك النسخة الأخيرة والنسخة الأولى؟ - التصور الأولي
للبرنامج وضعه القسم السياسي برئاسة الدكتور عصام العريان قبل القبض عليه، ثم عرض على مكتب الإرشاد الذي أبدى عليه بعض الملاحظات، وتم تجنبها في النسخة الثانية.
* يقال إن النسخة الأولى كانت ذات صياغة ورؤية سياسية واضحة، على عكس الثانية، والتي وصفها المحللون بطغيان الرؤية الدينية عليها؟
- هذا ليس صحيحا، فما طلبه مكتب الإرشاد مجرد إعادة صياغة لبعض النقاط فقط، ولم يضفي عليه أية صبغة دينية علي الإطلاق. ولكن هناك فقرات صيغت بطريقة أخلت بمضمونها ومفهومها.
إن جماعة الإخوان ليست ملكا للإخوان، ولكن هي ملك لمصر وللأمة كلها، وما يضفي على الإخوان خصوصية أنهم يتحدثون عن شيء عظيم وهو الدين الإسلامي، ومن هنا يجب المحافظة على منهج الجماعة الذي ينص على المطالبة بتطبيق الإسلام الحضاري لنا جميعا، حتى المسيحيين، ونتمنى أن يرى الناس الإخوان هيئة مصرية قوية، ومن حقهم أن يردوا ويعلقوا علي طرح الإخوان، لأن قوة مصر في أن يكون الإخوان أقوياء، وكذلك كافة التيارات السياسية، وكل مؤسسات الدولة، سواء الصحافة أو القضاء أو البرلمان أو غيره.
* هل تم عرض البرنامج على أعضاء الجماعة وقواعدها قبل عرضه على من هم بخارجها؟.
- لا
* ولماذا؟
- نظرا للتضييقات الأمنية.
* وهل تم عرضه على مجلس شورى الجماعة؟
- تم عرضه على عدد كبير منهم بشكل فردي.
* ولماذا لا يجتمع مجلس شورى الجماعة ليناقش مثل هذه الأمور الفاصلة؟
- يسأل في ذلك قوات الأمن التي تمنع الجماعة من ممارسة أبسط حقوقها في اجتماع مجلسها، وكنا نتمنى أن نجتمع لمناقشة هذا الأمر وعقد ورش عمل للمناقشة، حتى نصل إلى الصورة المثلى، ولكننا نشهد أن أي اجتماع ولو من باب التواصل الإنساني يتم إلقاء القبض على من يحضره، كما حدث مع الدكتور عصام العريان الذي قبض عليه مع 17 آخرين مؤخرا.
* إذن على من عرض البرنامج داخل الجماعة قبل طرحه للمفكرين؟.
- عرض على مكتب الإرشاد، وعلى المتخصصين في الجماعة في عدد من المجالات، كل حسب تخصصه، وكذلك على المكاتب الإدارية، والتي أبدت آراء معارضة ومخالفة وتم النزول على بعضها.
* وأين القواعد من مطالعة البرنامج؟!
- صعب من الناحية العملية عرض البرنامج على القواعد في المرحلة الحالية، ومن المقرر طبع البرنامج في كتيب وتوزيعه على القواعد والشعب حين الوقوف على الصورة المثلى، كما أننا على استعداد لتغيير الرؤية النهائية إذا وصل للجماعة آراء من القواعد والشعب تخدم البرنامج وتعمل على تحقيق مصلحة الشعب.
* ألا ترى أن إعلان البرنامج عقب التعديلات الدستورية الأخيرة، والتي منعت بشكل قاطع تكوين حزب ذي مرجعية دينية، كان نوعا من التحدي غير المعد له من قبل الجماعة؟
- لم نكن في ذلك الوقت بدأنا فعليا في مناقشة البرنامج.
* معنى ذلك أنه لم يكن هناك برنامج معد بالفعل حين أعلن المرشد عن قرب صدوره؟
- نعم.
* إذن فإعلان المرشد عن الحزب كان (تدبيسة)على حد وصف البعض؟
- عندما أعلنا عن البرنامج فوجئنا بالناس في اليوم التالي تسألنا: أين البرنامج؟!.
* ألا ترى أن مسألة مجلس العلماء التي اقترحها البرنامج تؤكد حمل البرنامج لرؤية دولة دينية؟.
- مسألة مجلس العلماء أخذت أكبر من حجمها بكثير، ويرجع السبب في ذلك إلى صياغة خاطئة، ولو رجع من عرض عليهم البرنامج إلينا لأوضحنا لهم الصورة.
* وما هي الصورة التي تريدون توضيحها؟
- نحن ندعو لعودة هيئة كبار العلماء التي كانت موجودة في الأزهر بالماضي، وتفعيل دورها بحيث تأتي بالانتخاب وتقوم بدورها بانتخاب شيخ الأزهر، كما تكون هيئة استشارية شرعية للمحكمة الدستورية في الأمور والقوانين التي تحتاج رؤية شرعية، وكذلك مجلسي الشعب والشورى،
وهي جهة استشارية وليست ملزمة.
* ولكن ما تضمنه البرنامج حمل إلينا صورة "إيرانية" لهذا المجلس!
- أنا لا أنكر أن البرنامج خرج على عجل، ولم يتم مراجعته، حتى أن
النسخة الأولى خرجت عليها ملاحظات خاصة لا يجوز نشرها، ولكن السرعة في طرح البرنامج هي السبب.
* وما الداعي لتلك السرعة؟
- منذ أعلنا عن عزم الجماعة إنشاء حزب، والكل يترقب ويسأل متى وأين، وما هو مضمونه، تلك التساؤلات دفعت بتعجيل إعداده.
* إذا كانت الصياغة الخاطئة سببا في ما وجِّه لمقترح مجلس العلماء من انتقاد، فماذا عن ما يتعلق بتولي المرأة والقبطي رئاسة الدولة؟
- لا مانع من تولي المرأة لرئاسة الدولة وكذلك القبطي إذا جاء ذلك بناء على رأي الشعب واختياره، فنحن لسنا ضد أن يترشح أي مواطن تتوافر فيه الشروط المنصوص عليها في الدستور لمنصب الرئاسة، فالمواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، ونحن نحترم خيار الشعب، فلا مانع من ترشيح القبطي أو المرأة ويكون الخيار للشعب.
* ولكن ولاية المرأة مرفوضة بشكل قاطع بالبرنامج؟
- لا، ولكنها أيضا صياغة خاطئة، ونحن رجعنا في هذه المسألة إلي كل من فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي والدكتور أحمد العسال، اللذين أكدا على جواز ترشيح المرأة للرئاسة ما دام الخيار للشعب.
* ولكن هناك العديد من القيادات أعلنت تمسك الجماعة برفض ترشيح المرأة والقبطي للرئاسة؟
- رفض الترشيح ليس في محله، ويتناقض كليا وجزئيا مع مضمون البرنامج من الدعوة للتوافق الوطني، وحق المواطنة واحترام الآخر، كما أنه يخالف كذلك ما تضمنته مبادرة الإصلاح التي أعلنت عنها جماعة الإخوان المسلمين قبل عامين.
وعدم الترشيح يعد مصادرة على حق حرية الرأي، وبالتالي يبقى مصادرة لآراء الشعب، وأنا لست وصيا على الشعب.
* ألا ترى أن في ذلك تضاربا في آراء أفراد الجماعة وقياداتها؟
- من يريد أن يعبر عن رأيه فليعبر، فنحن كجماعة نكفل حرية التعبير، وهذه قضية مختلف فيها، ونحن نرى أن يفتح باب الترشيح للجميع، وبكون الخيار للشعب.
* هل هذا رأي الدكتور أبو الفتوح أم رأي الجماعة؟
- أنا جزء من الجماعة.
* ماذا تعني بذلك؟
- أعني أنه رأي الجماعة، بدليل أننا استطلعنا رأي الدكتور يوسف القرضاوي خلال فترة تواجده بالقاهرة - كما أشرت من قبل - وكنا مجموعة من مكتب الإرشاد وعلى رأسنا فضيلة المرشد مهدي عاكف، وحين سألنا الدكتور أحمد العسال، كنا مجموعة أيضا من مكتب الإرشاد، وأفاد كلا العالميين الجليلين بأنه لا مانع من ذلك في حالة أن يترك باب الترشيح مفتوحا للجميع.
* كلامك يعكس وجود حالة من الاختلاف داخل الجماعة؟
- الاختلاف ظاهرة صحية، ونحن كأية جماعة بداخلها تيارات مختلفة، أو حمائم وصقور كما يطلق عليها البعض، ولكن لا يعني ذلك أن هناك حربا، فاختلاف الرؤى يثري العمل، ولكن البعض يعتقد أن بداخل الجماعة حربا، وهذا نوع من التهويل والمبالغة.
* ولكن ألا ترى أن الجماعة بدت في الفترة الأخيرة نتيجة هذه الاختلافات مهلهلة لحد ما؟
- لا طبعا، أنا لا أنكر أن الجماعة تحتاج إلى نوع من الإصلاح الداخلي وإعادة رؤيتها في التعامل مع القواعد، كما أننا في حاجة إلى التغيير وإجراء انتخابات داخل مكتب الإرشاد ومجلس الشورى، فالجماعة تحتاج إلى أن نستبدل نحن ويأتي غيرنا من الشباب.
* وما الذي يمنع حدوث ذلك؟
- الأمن يحبط كل محاولة لاجتماع أعضاء الجماعة، والضربات الأمنية المتلاحقة تؤجل من هذه الخطوة.
* هل ترى أن الجماعة تعاني من سيطرة التيار المحافظ عليها؟
- كل الجماعات البشرية يكون فيها تيار محافظ وتيار إصلاحي، المهم ألا يسيطر أحدهما على الآخر، ويكون الحوار هو الوسيلة للتفاهم.
* ما موقفكم من الاعتراف بإسرائيل؟
- نحن نرى أن إسرائيل كيان مغتصب لأرضنا الفلسطينية، والحل هو أن تعود فلسطين حرة يعيش فيها كل أبنائها، مسلمون ومسيحيون ويهود، وهذا موقف ثابت للجماعة.
* هل البرنامج صيغ بأيدٍ إخوانية؟
- نعم لأن البرنامج يعكس صورة ومنهج جماعة الإخوان.
* ولكن تردد تكليف بعض الشخصيات ومنهم من هو خارج الجماعة لصياغة فقرات في البرنامج؟
- لم يحدث ذلك، فالبرنامج كتب وأعد من قبل اللجنة السياسية بالجماعة، ولكن هذا لا يمنع أنه تم الاستعانة ببعض الخبراء من باب المشورة، ونحن مازلنا في تلك المرحلة والتي ستستمر لفترة.
* هل سعي الجماعة للتوافق الخارجي قبل الداخلي كان سببا في طرح بعض
النقاط وتجنب أخرى؟
- لا، العكس تماما، فالبرنامج يخص مصر فقط، ولكل دولة ظروفها ونظمها السياسية التي تفرض عليها طبيعة برنامج سياسي معين، فما يطرح في مصر لا يصلح في الكويت مثلاً، وهكذا.
* حزب العدالة والتنمية بتركيا، وكذلك بالمغرب، أصحاب تجربة حزبية إسلامية، فهل تم الرجوع إليهما من باب الاستشارة في البرنامج؟
- لا.
* وعلى المستوى الداخلي، سبق برنامج الإخوان في مصر برامج أحزاب "الإصلاح" و"الوسط" و"الشريعة"، وجميعها ذات مرجعية دينية، فهل تمت مشاورتهم في البرنامج؟.
- لا.
* لماذا؟
- لم يعرض أحد منهم هذا الاقتراح علينا.
* ولماذا لا تعرض جماعة الإخوان عليهم هذا؟
- هذه فكرة جيدة من الممكن أن تأخذ في الاعتبار، ونحن مازلنا نؤكد أننا في الطور الأول من إعداد البرنامج، وكل صاحب رأي أو وجهة نظر نحن نرحب بالاستماع إليه.
* هل لدى الجماعة الاستعداد لتغيير البرنامج وفقا للملاحظات؟
- نعم بالتأكيد، وإلا فلماذا نعرضه ونطلب فيه إبداء الرأي؟!
* ولكن بعض الإخوان وصف البرنامج بأنه وثيقة إخوانية لا تقبل الحذف والإضافة؟
- من قال ذلك لا يعرف جماعة الإخوان المسلمين، فهذه الوثيقة ليست قرآنا لا يقبل التغيير، بل على العكس لابد وأن تكون متغيرة حتى تناسب الظروف والمتغيرات التي نعيشها.
* لماذا عرض على 50 فقط؟
- هذه مرحلة أولى، ومن المقرر أن يعرض على مجموعة أخرى.
* على أي أساس تم اختيار هؤلاء الخمسين؟
- هؤلاء مجموعة تمثل قادة الفكر والرأي في المجتمع المصري.
* ماذا عن مستقبل البرنامج؟
- البرنامج سيظل رؤية قابلة للتطبيق، ولكن لن نتقدم للجنة الأحزاب بحزب سياسي؛ لأننا نعلم أنه سيرفض، ولكن في حالة تغير الظروف سنتقدم به.
* ماذا تعني بتغير الظروف؟
- أقصد لو أصبحت هناك حرية، وتغير النظام الاستبدادي الحالي، وسمح بالتعددية السياسية.
* متى تتوقعون صدور البرنامج في صورته النهائية؟
- بمجرد الانتهاء من إعداده سيطبع في كتيبات ويوزع كما حدث مع ما طرحه الإخوان من رؤية للإصلاح في أواخر عام 2004.
* دكتور عبد المنعم، ألا ترى أن جماعة الإخوان بها الآن جناح مغضوب عليه؟
- بالطبع لا، ولماذا؟! نحن جماعة تقوم على مبدأ الشورى والديمقراطية وحرية التعبير، وعلى صاحب الرأي أن يطرحه حتى وإن كان يخالف رأي الجماعة، ولكن لا يعني ذلك وضعه في قائمة المغضوب عليهم.
* هل نجح الإخوان في التعامل مع ملف المحاكم العسكرية؟
- أعتقد أننا عملنا ما يمكن عمله في مواجهة كافة الإجراءات الاستثنائية ضد أصحاب الرأي بما في ذلك المحاكم العسكرية، ونأمل في أن ننجح في إلغاء تحويل المدنيين إلى المحاكم العسكرية المخالفة لأبسط حقوق الإنسان.
* كيف ترى دور مصر الآن؟
- مصر مهددة أمنيا، بعدما انصاعت إلى قرارات الإدارة الأمريكية، فهي مهددة بما يحدث في فلسطين وما يحدث في دارفور دون تحرك محوري منها كما كان معهودا منها. فنحن تنازلنا عن دورنا ولكن لحساب من؟ وأحذر من مخاطر التمادي في ذلك الموقف الذي يهدد الأمن القومي المصري.
* وكيف ترى الشارع المصري؟
- من الناحية السياسية الشارع المصري في حالة من الترقب، في ظل ما يعانيه من أسوأ مراحل الاستبداد والتعنت النظامي، فبعد الأزمات الاقتصادية وتفاقم أعداد البطالة، وملفات الفساد والتعديلات الدستورية، تأتي حالات التعذيب وتزايد الاعتقالات بشكل عشوائي، والقتل العلني، ثم مذبحة الصحفيين ومن قبلهم القضاة.
* ولماذا في رأيك لا يثور الشارع المصري حتى الآن رغم كل ما ذكرت؟
- لأن الشارع منذ ثورة يوليو وهو يعاني حالة من التغيب المتعمد، تزايدت مع الوقت، حتى وصلت لحالة من الثبات بعدما تحولت المعتقلات إلى أبواب مفتوحة 24 ساعة لكل من يتفوه أو يتمرد.
ولكن في ظل حالة العشوائية الأمنية وانتشار الفوضى وازداد الطغيان من النظام ضد الشعب المصري، ظهرت حالة رفض من خلال الحركات العمالية أو الحركات الشعبية وكذلك الطلابية.
كما أن الشارع يترقب تحركات قيادات الرأي والقوى السياسية، ومنها جماعة الإخوان المسلمين، فالشعب يحتاج لقيادة رشيدة ليتحرك.
* إذن هل الإخوان يتحملون مسئولية سلبية الشارع المصري؟
- القوى السياسية والمفكرون ومن بينهم الإخوان يتحملون ذلك.
* تقول إن الشارع ينتظر تحرك القيادات، فلماذا لم يتحرك الإخوان حتى الآن رغم تزايد الضربات الأمنية لهم؟
- القوى السياسية ومنها جماعة الإخوان لا تملك الشارع، ولسنا كالثورة الخومينية التي لوحت للشارع فخرج معلنا الثورة، ولكننا جزء من الشارع المصري الذي يتعرض لضربات أمنية متتالية من اعتقالات ومصادرات لأموال رجال الأعمال، وتحويل الإصلاحيين أمثال خيرت الشاطر ومحمد بشر إلى محاكم عسكرية.
* هل يعني ذلك أن الضربات الأمنية نجحت في تحجيم دور جماعة الإخوان
المسلمين في المجتمع؟
- بالتأكيد أثرت علينا، ومع ذلك فنحن مستعدون لمواجهة الفساد
والاستبداد إلى أن يسقط